“الهلال الأحمر القطري” جمعية قطرية وصلت إلى العالمية.. كيف تنشئ جمعية مثلها؟

تتعدد الجمعيات في دولة قطر التي لها بصمات محلية وإقليمية ودولية، ومن بين هذه الجمعيات جمعية الهلال الأحمر القطري التي أضحى لها وجود واضح في المحافل الدولية. لقد تأسست هذه الجمعية في عام 1978 باعتبارها أول منظمة خيرية تطوعية تنشأ داخل دولة قطر، وقد تمثل هدفها الرئيسي في مساعدة وتمكين الأفراد والمجتمعات الضعيفة دون تحيز أو تمييز. وبرغم تأسيسها المحلي إلا أن دورها الإنساني امتد إلى النطاق الدولي حيث انضمت إلى عضوية الحركة الإنسانية الدولية بجانب كل من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، بالإضافة إلى عدد من الجمعيات الوطنية من دول عديدة بلغ عددها 190 دولة.
وتعمل جمعية الهلال الأحمر القطري على تقديم خدمات إغاثية وتنموية محلياً ودولياً. وتستعين في سبيل ذلك بشبكة واسعة من الموظفين والمتطوعين المتخصصين. وتشير الجمعية من خلال استراتيجيتها المعلنة في موقعها الرسمي على الإنترنت، إلى أن شعارها هو “نفوس آمنة.. وكرامة مصونة”، وهو يعبر عن واقع إنساني مؤسف تسعى الجمعية إلى تغييره.
ومن بين الجهود التي قامت بها جمعية الهلال الأحمر القطري خارج قطر، جهودها الخيرية في دولة السودان، حيث قدمت 80 طناً من المساعدات لولايتين سودانيتين هما ولاية الجزيرة وولاية نهر النيل، من خلال قافلة مساعدات تم تدشينها في سبتمبر من عام 2023 بحضور سفير دولة قطر في السودان، وقد احتوت المساعدات على سلاسل غذائية لدعم الأسر المتضررة من الحروب والسيول والفيضانات. وقد وصلت جهود جمعية الهلال الأحمر القطري أيضاً إلى دولة المغرب في نفس الشهر، حيث عملت على تقديم المساعدات الإغاثية لمنكوبي الزلزال الذي ضرب المغرب في ذلك الوقت، وأودى بحياة 3000 شخص، وقد خصصت الجمعية القطرية المذكورة ما يصل إلى مليون ريال قطري كمرحلة أولى للإغاثة العاجلة بالتنسيق مع الهلال الأحمر المغربي.
مما سبق تتضح أهمية دور الجمعيات المحلية في دولة قطر، نظراً إلى اتساع دورها وتأثيرها على المستويات المحلي والإقليمي والدولي.ى ومن هنا يبرز تساؤل هام: كيف يتم إنشاء جمعية داخل دولة قطر؟
احتوى المرسوم بقانون رقم (21) لسنة 2020 بشأن الجمعيات والمؤسسات الخاصة، من المادة الثانية حتى المادة رقم (12)، على إجراءات وشروط إنشاء الجمعيات داخل دولة قطر. ومن أهم الشروط التي حددها المرسوم، ألا يقل عدد مؤسسي الجمعية عن عشرين شخصاً، وأن يكون العضو المؤسس قطري الجنسية ولا يقل عمره عن 18 سنة ميلادية، وألا يكون قد صدر ضده حكم نهائي في جريمة مخلة بالشرف أو الأمانة ما لم يكن قد تم رد اعتباره بعد الحكم. أما فيما يتعلق بعقد تأسيس الجمعية فقد اشترط المرسوم أن يجتمع المؤسسون للجمعية في لجنة تأسيسية واحدة لإعداده ووضع النظام الأساسي للجمعية وبذلك يكونون مسؤولين جميعاً عن ما يتطلبه الإنشاء من نفقات. ومن بين أهم المواد الواردة في القانون المادة الأولى التي أشارت إلى أن الجمعيات والمؤسسات الخاصة لا يكون من أهدافها تحقيق الربح المادي.
الخلاصة:
العديد من الجمعيات القطرية المحلية لها دور فاعل وتأثير كبير، ومنها ما امتد تأثيره ودوره إلى خارج قطر سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، ومن بين أشهر هذه الجمعيات، جمعية الهلال الأحمر القطري التي حصلت على العضوية في الحركة الإنسانية الدولية، كما كان لها مجهودات خيرية في الكثير من المواقع والأزمات الإنسانية حول العالم، من بينها الحرب في السودان وأزمة زلزال المغرب. ويمنع القانون القطري إنشاء جمعيات ذات أهداف ربحية حتى تحقق أهدافها الإنسانية والاجتماعية والخدمية على أكمل وجه دون تحيزات.